الخميس، 24 نوفمبر 2022 - 09:49 م

على ضفاف النيل الخالد، وداخل قاعة الجوهرة بجزيرة المعادى الساحرة، تلك الجزيرة التى تُضاهى في سحرها وجمالها أرقى المُنتجعات السياحيَّة العالميَّة، التقى أبناء ورموز سوهاج من الطيور المُهاجرة؛ للاحتفال بمئوية جمعية أبناء سوهاج بالقاهرة.. هذه الجمعية العريقة التى يبلغ عمرها عدة أضعاف عُمر دولٍ على أرض المعمورة.. بالتأكيد مرور قرنٍ من الزمان من عُمر الجمعية، حدثٌ تاريخىٌّ بكل ما تعنى الكلمة، ويُؤكد عراقتها وأنها من أقدم الجمعيات على مستوى القُطر، حيث عاصرت كل العصور، بدايةً من العصر الملكى وكل الثورات الوطنيَّة، وأدت دورًا وطنيًا عظيمًا.
مئوية جمعية أبناء سوهاج تُؤكد ريادتها على مستوى الجمعيات فى مصر، فهى الأقدم على الإطلاق، وقضت قرنًا من الزمان فى تقريب المسافات بين أبناء سوهاج والوطن الأم بالقاهرة، وتمتلك تاريخًا وطنيًا مُشرِّفًا ودورًا رائدًا فى خدمة المجتمع.
ليلة ساحرة التقى فيها أكثر من ألفٍ من أبناء سوهاج من رجالات السياسة وأعضاء البرلمان وقيادات الشرطة والقضاء والصحافة والإعلام ورجال الأعمال والصناعة، وعددٌ من الوزراء والمحافظين السابقين، تلبيةً لدعوةٍ كريمةٍ من النائب خالد عبدالعزيز، رئيس جمعية أبناء سوهاج بالقاهرة الجديد، الذى بذل جهودًا كبيرة من أجل لم الشمل بعد فترةٍ من السكون، بسبب جائحة كورونا التى قطعت ما كان يجب أن يُوصل.
لم يكن غريبًا على أبناء سوهاج أن يُلبُّوا النداء، وغطَّى دفء وحرارة اللقاء على برودة الجو  مع دخول موسم الشتاء.. كان الحضور المُميز للأخ والزميل عبدالعظيم صدقى، المستشار الإعلامى، واضحًا، وقدَّم الحفل باحترافيةٍ كبيرةٍ، مما كان له أكبر الأثر فى بث روح الدعابة، وترسيخ الأخوَّة والصداقة.
امتد اللقاء ساعات طويلة وسط مشاعر جيَّاشة من الحُب والذكريات الجميلة لسوهاج، التى تتربَّع فى قلوبنا جميعًا مع التعهُّد ببذل المزيد والمزيد من الجهد من أجلها، فى إطار النهضة التنموية الشاملة التى يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسى لتنمية محافظات الصعيد. 
كان لى شرف التحدُّث، خلال الحفل، أمام الأحبة من أبناء سوهاج، نيابةً عن زملائى الصحفيين والإعلاميين.. قلت إن محافظة سوهاج ثرية بأبنائها، الذين يتبوأون أعلى المناصب فى كل مكانٍ، وأنها تحظى بنصيب الأسد فى مجال الصحافة والإعلام، حيث يُشكِّل أبناء سوهاج حوالى ألفى صحفى وإعلامى فى جميع الصحف ووسائل الإعلام، بينهم رؤساء تحريرٍ، وقيادات صحفية وإعلامية، يُمكنهم أن يُسهموا بدورٍ كبيرٍ فى التنمية، وإيجاد الحلول كى تزدهر المحافظة التى تحتوى كنوزًا أثريَّة وسياحيَّة.. رحَّبت كثيرًا بتنظيم مؤتمرٍ عن الإعلام والسياحة بسوهاج، يحضره رجال الإعلام والمسئولون عن السياحة والمستثمرون، لأن الفرصة سانحة الآن فى ضوء النهضة العمرانيَّة الشاملة التى تتم على أرض المحافظة لمشروع حياة كريمة لتنمية الريف وتحديث البنية التحتيَّة للمحافظة.
كان فقيد سوهاج الكبير الراحل قدرى أبو حسين،  الغائب الحاضر خلال الاحتفاليَّة، ولم تخل كلمات المُتحدثين من الإشادة بدوره الكبير فى توحيد جهود أبناء 
المحافظة المُغتربين خلال فترة رئاسته للجمعية وربطهم بسوهاج.. وكانت لفتة رائعة من رئيس الجمعية دعوة نجله اللواء أحمد قدرى أبو حسين، بوزارة الداخلية، لحضور الاحتفال، حيث ألقى كلمةً رائعةً نالت رضا الحضور.
وجاءت كلمة المستشار خالد عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة الجمعية، رائعةً، حيث تحدَّث بكل وفاءٍ وإخلاصٍ عن الراحلين، الذين حافظوا على الجمعية عبر السنين، وتركوا بصمات خالدة، وفى مقدمتهم الراحل الكبير قدرى أبو حسين، الرئيس التاريخى للجمعية، الذى خاص العديد من المعارك للحفاظ على الكيان.. تحدَّث عن خطةٍ مستقبليةٍ طموحة، والتخطيط لعقد مؤتمرٍ  اقتصادىٍّ بالتنسيق مع قيادات المحافظة يجمع رجال الأعمال والمستثمرين، استجابةً لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للتنمية المُستدامة، بالتعاون مع مُنظمات المجتمع المدنى.
وخلال الاحتفالية تغزَّل الجميع فى حُب سوهاج، بلد المواويل، بلد النغم والفن الأصيل.. بلد العلم والعلماء.. بلد رفاعة الطهطاوى.. بلد الإمامين المراغى وسيد طنطاوى.. بلد المنشاوى وجمال الغيطانى.. بلد المعالم والمتاحف.. بلد المساجد والكنائس، وبلد الناس الطيبين، بلد الرجوله والشهامة والمُخلصين.
استمتعنا بتلك القصائد الشعرية الرائعة التى ألقاها ابن سوهاج الزميل الشاعر الكبير جمال بخيت، والتى تفاعل معها الحضور بقوةٍ.
سعدنا بحضور  النائب الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، ابن قنا، سوهاجى الهوى، حيث تحدَّث عن أمجاد سوهاج، التى قهر أبناء جهينة فيها الحملة الفرنسيَّة فى ملحمةٍ بطوليةٍ لن ينساها التاريخ.
كما تحدَّث الأستاذ الدكتور مصطفى عبد الخالق، رئيس جامعة سوهاج، الذى ركَّز فى كلمته على دور الجمعية الفعَّال والمُتميز فى خدمة المجتمع بما تُنفذه من نشاطات ومًبادرات تنموية مختلفة، مشيدًا بروح الأُلفة والمحبَّة التى تربط بين أبناء المحافظة، مضيفًا أنه بالتعاون مع الجامعة سيتم إنتاج فيلم تسجيلى عن مئوية الجمعية، ومعالم سوهاج والرموز الوطنيَّة التى حَظيت بها الاحتفالية، وكانت ناجحة ومُثمرة..
المناقشات كانت إيجابية وصريحة حول احتياجات سوهاج التى تُعدُ من أفقر محافظات الجمهورية، رغم أنه من بين أبنائها أثرى أثرياء العالم ويجب عليهم أن يكونوا داعمين لمسقط رأسهم، وأن يكون لمحافظتهم نصيبٌ من استثماراتهم المُمتدة فى طول بلاد العالم وعرضها..كما أن جمعية أبناء سوهاج فى أمسِّ الحاجة للدعم المالى والمعنوى، حتى تستطيع الاستمرار فى القيام بأدوارها العظيمة..
كل الشكر لكل مَنْ فكَّر وشارك فى تنفيذ تلك الاحتفاليَّة الكبرى، بمناسبة مرور ١٠٠ عام على تأسيس جمعية أبناء سوهاج بالقاهرة، خاصةً صاحب الحضور الطاغى المُتحمس للكيان، النائب  خالد عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة الجمعية، وأعضاء المجلس النشطاء، فيكتور فاروق، نائب الرئيس، وجوكر الجمعية الزميل الإعلامى الكبير حمادة عثمان، الأمين العام، وشعبة النشاط المهندس الشاب أحمد سعد، عضو مجلس الإدارة.